في يوم ١١ سبتمبر، خرج مئات الآلاف مرة أخرى إلى شوارع برشلونة في ما أصبح طقسا سنويا من التأكيد الوطني السلمي والعزم الديمقراطي. مطالبة الكتالونيين المستمرة، هذا العام وفي كل عام منذ ٢٠١٠، بسيطةـ الهدف هو اعتراف العالم بهم كشعب، وبالتالي تأكيد حقهم في تقرير مستقبل بلدهم السياسي. إن اقتراح إجراء استفتاء بشأن هذه المسألة على غرار الاسكتلندي قد تم رفضه دائماً من قبل مؤسسات القرار الإسبانية، في كثير من الأحيان حتى ضد بعض النصائح العاقلة القادمة من خارج حدودها الوطنية، ومن المؤكد الإكمال بالرفض هذه المرة ايضا. آخر محاولة كاتالونية يمكن أن تكون، إذن، مجرد تجديدا للنداء المعتاد لمناقشة حل سياسي والرفض المتوقع من الجانب الاسباني. الفارق الكبير هذه المرة هو انتخابات ٢٧سبتمبر. واجهة هذه الإنتخابات انها مجرد تصويت لتجديد البرلمان الإقليمي. ولكن، كما توضح من قبل معظم وسائل الإعلام الدولية التي أعدت التقارير حول مظاهرة يوم الجمعة الماضي والقضايا المطروحة، فمن المسلم به على نطاق واسع أنها بحكم الأمر الواقع استفتاءً على الاستقلال.
حتى الوقت الحاضر فإن اناساً من مختلف الإيديولوجيات قد تعلموا أن يسيروا جنباً إلى جنب للتعبير عن مطلب واحد مشترك. لقد تمكنوا من دفع قادة الحزبين الرئيسيين في كاتالونيا للإنتظار بالنسبه لجدول أعمال كل منهم، ووضع نقطة أساسية واحدة في المقدمة وهي العلاقة في المستقبل مع الدولة الإسبانية. هؤلاء الطرفين، وهما ما يمثل يمين الوسط ويسار الوسط، كانا قد حازا على الأغلبية المطلقة في البرلمان المنتهية ولايته، وقد شكلوا حالياً تحالف واسع يتضمن قادة جمعيات المجتمع المدني وشخصيات مستقلة بارزة. كذلك تحالف أصغر من قوى اليسار هو أيضاً يدعم الاستقلال، في حين أن مجموعة أخرى صغيرة تطالب بالسيادة الكاملة إنما عبر تأييد حق الكتالونيين بتقرير المصير في استفتاء شعبي. في الواقع، بعض هذه المجموعات قد تميل نحو الاستقلال عندما تصل المسألة لحد التصويت في البرلمان. ضد كلا الخيارين يتبقى فقط للأحزاب التابعة للحزبين الاسبانيين الكبار بالإضافة إلى تنظيماً جديداً صاعداً من برشلونة كانت بدايته الدفاع عن المصالح الإسبانية وزعيمها يأمل الآن أن يعزز مسيرته في مدريد.
أن هذه الإنتخابات ستكون، باسم آخر، الاستفتاء الذي يطالب به ويؤيده ٨٠٪ من الكاتالونيين والتي قد حُرِموا منه حتى الآن وقد صُرِح ذلك بوضوح من قبل أولئك المؤيدون للاستقلال. بطريقة أقل وضوحاً، فهذا مسلم به أيضا من قبل تلك التي هي ضد الإستقلال. في الوقت الراهن، فالواقفين ضد الإستقلال يثابرون على تكرار أن هذه مجرد انتخابات اقليمية روتينية، ولكن الطريقة التي يتصرفون بها تكشف عن أنهم يعرفون جيداً أن ذلك ليس صحيحاً. في نهاية اليوم، وبعد التمويه عن خلافاتهم العميقة جداً، فبالتأكيد سوف يجمعوا عدد أصواتهم بما يمثل لا للانفصال، وسوف يتكاتفوا معاً لمعارضة استقلال، حتى لو اتضح أن يكون ذلك اختيار أغلبية الكاتالونيين.
ليس لدى الكاتالونيين أي شكوك حول ما هو على المحك عند الوصول إلى صناديق الاقتراع هذه المرة. أنهم يعرفون أن عليهم أن يختاروا بين إطالة حالة التبعية في الإطار السياسي الذي أثبت أنه يضر بمصالحهم أو الانطلاق في عملية منظمة من فك الارتباط الإداري من الدولة الإسبانيه. وجواباً لأولئك الذين قد يسألون ما الآتي بعد ذلك، فإن الجانب المؤيد للاستقلال واضح جدا: سوف يُطلب تصويت في البرلمان الجديد، وذلك من خلال ممثليه المنتخبين حديثاً، بشأن العلاقة التي يرغبها الشعب الكتالوني مع الدولة الإسبانية من الآن وصاعداً. إن برلماناً منتخباً بطريقه ديمقراطيه، يقولون، لديه الحق في اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة، بحيث تم إغلاق كل السبل الأخرى. إذا كان هناك أغلبية لصالح الانفصال، فتدريجياً سيتم تفعيل الترتيبات الانتقالية التي قد وُضِعت بالفعل، وسيتم إخطار المؤسسات الأوروبية وستتم دعوة الحكومة الاسبانية لمفاوضات ذات مغزى بالنسبه للشروط والإطار الزمني لبدأ الفراق بطريقه وديه.
من الممكن أن يقال أنه من خلال إجبار الجانب الاسباني على الاعتراف بالطابع الاستثنائي لهذه الانتخابات، وحقيقة أنها في الواقع استفتاأً، فقد فاز الكاتالونيين بالفعل بالمعركة الأولى. في ٢٧ سبتمبر ستتم ممارسة حقهم في تقرير المصير، وفي تلك الليلة سيتم احتساب كل تصويت عليها بنعم أو لا للاستقلال. وفي جميع الأحوال، سوف يُفتح سيناريو جديد في كاتالونيا قبل نهاية الشهر الجاري، وسيكون في مصلحة الجميع التعامل معه بطريقة تسبب أقل ضرر ممكن وكذلك، إذا كان ذلك ممكناً، أكبر فائدة ممكنه للجميع.
ترجمة السيد طارق محفوظ عن النص الإنجليزي
(Traducció de Tarek Mahfouz a partir de l'original en anglès)
⚡️ Thread with legal and historical arguments on "#Catalonia #selfdetermination” https://t.co/Z1lx1D1bdS
— Col·lectiu Emma (@CollectiuEmma) 15 de març de 2017